العودة الى السماء
عاد من السفر وهو محملا بالاشواق اليها ومتعبا من جولات عاطفية فاشلة
عاد اليها راكضا والسعادة تكاد تحطم قلبه
متقدما بخطوات سريعة نحو بيتها فى اعلى التلة وبين المروج يقطف كل انواع الورود ليقدمها لها
فقد نسي ان يشتري لها هدية من لهفته ليقول لها:" احبك حبيبتى ..... ولن اتخلى عنك ابدا"
دخل البيت وهو ينادى :ميريام..... ميريام ها انا عدت حبيبتي
بحث عنها فى الدور الاول ولكن لا وجود لها
فهرع مسرعا الى الاعلى ينادى كالمجنون
سكن قلبه نوعا من الارتياب اين يمكنها ان تكون
خرج الى باحة المنزل حيث الاسطبل فكل االاحصنة كانت هناك ...
وبعد ان فشل فى العثور عليها جلس عند ردهة المنزل منتظرا عودتها ساعات وساعات حتى بدا يحل الظلام ولم ياتى الى المكان احدا
دخل البيت والحزن والقلق يملان قلبه ...استلقى على سريرها وهو يتصفح ذكريات من الماضى ,ذكريا ت حين كان يلجا اليها كلما اشتد الحزن عليه فكانت يدها البيضاء تزيل عن جبينه كل حبات الحزن المتناثرة وتمسح وجهه المرهق بماء وردي يعيد له الحياة
وعندما تشفى اجنحته المكسورة يهاجر الى تلة اخرى ويتركها تداوي جراحها لوحدها
الا انها كانت تعلم انه سيطير ويعود اليها فكانت تقف كل يوم عند الباب تنتظره.
ويعود بعد شهور من الانتظار تستقبله بابتسامة وجرح عميق
يلغي انسانيتها ويحولها الى ملاك
ملاك امتلكه ولكنه لم يكن يدري....
سبح فى بحر ذكرياته الاليمة وكل ما سببها لها
ولم ينسي تلك الليلة التى ودعها ........
وداعا ابديا اذ قال لها قد وجد حب حياته...وانه يتفهم كل مافعلته لاجله لكن قلبه وجد الحب الحقيقي فى الاخير....
بقيت ساهرة طيلة الليل وحدها تبكى على الارض مصابها
اماهو فكان نائما يحلم بحبيبته الجديدة واي هدية ستكون لها غدا
وعند الصباح ودعها قائلا:
لا تبكي ...ستنسينى وستعيشي حياة تستحقينها مع شاب اخر....
*********
رحل.........و ها هو قد عاد اليوم ليسمعها كلمة لم يقلها لها يوماااااااااااااااااا
بينما قالها لكل مراة طعنت قلبه .
نام على السرير حتى بزوغ الفجر
سمع حركة عند الباب نزل كالمجنون ينادى : ميريام ...ميريام هل اتيت
واذا بشيخ يفتح الباب....
ويليام : من انت......
الشيخ : انت من....
ويليام: انا قريب ميريام ...اين هى
طاطا الشيخ راسه وقال
واخيرا وجدنا قريبا ل ميريام
انها فى المشتشقى
ويليام( اصابه الهلع): ماذا ......مابها
: انه مرض خطير عليك ان تذهب اليها قبل ان.........(سكت قليلا الشيخ)
وليام: اصمت ........(قالها غاضبا ) فى اي مستشفى .......
ركب القطار المتوجه الى العاصمة حيث ترقد ميريام وحيدة فى المستشفى
وطيلة الطريق وذكرياتها لا تفارقه والدموع تنهمر من جفنية وحين وصل المستشفى هرول مسرعا الى غرفتها وعند الباب وجد اطباء كتر منعوه من الدخول تعاركا معهم
لينجح فى اختراقهم وهو ينادى كالمجنون : ميريام .........وما ان وصل اليها حتى تلفظت انفاسها الاخيرة بين يديه فاحتضنها بقوة باكيا وهو يردد
: لا يمكن ...ان تتركينى لا يمكن ميريام احبك......ميريام عودى .......ساعوضك.
هدا الاطباء من روعه فقد انتقلت الى السماء ولن تعود
انتقلت حيث يجب ان يكون الملائكة وتركت البشر للبشر