منتدى شوشو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لكل العرب
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 يوم مختلف (بقلمي )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
john cena

john cena


عدد المساهمات : 256
نقاط التميز : 1083
تاريخ التسجيل : 10/08/2009
العمر : 29
الموقع : www.chouchout.ahlamontada.com

يوم مختلف (بقلمي ) Empty
مُساهمةموضوع: يوم مختلف (بقلمي )   يوم مختلف (بقلمي ) Icon_minitimeالأربعاء 19 أغسطس - 6:27

بسم الله الرحمن الرحيم



يوم مختلف



من قبل أن أصحو ، عرفت أن هذا اليوم سيكون فيه أمر ما، كان حلما جميلا رائعا برغم إني لا أعرف تماما تفاصيله واحداثه ، ظللت مبتسما حيزا من الزمن وانا على حافة الفراش ، استحضر هذا الحلم الجميل الذي عاندني في التذكر ، كان كل شيئ يدل على انه حلم رائع سعيد ، إلا ذاكرتي لم تبح بأسرارها ، وجعلت نفسي تعكس سعادة حالمة من مصدر غامض.

كنت اغني وأنا أضرب برأسي شلالات المياه الرقيقة المنهمرة من على الدش ، ولمست في صوتي عذوبة طربة حلت محل نشاذ مختنق.

كنت احب الصباح ، دائما ما كنت اعتقد بأني على موعد معه على حب الحياة، ولم يكن ككل صباح ، كان في بواكير الخريف ، السحب السوداء الغاتمة تحجب الشمس الذهبية التي تتفلت حينا وتهرب ، فيدركها بالرباب الابيض كالثلج ، فتصقل الارض بألوان عدة ، تنعكس على الارض المهتزة بفعل الامطار ، والتي بدأت تخرج حشائشها الخضراء العذراء ، والنسيم اللطيف بعبق الزهر والدعاش ، يلفح الوجه في ود واشتياق.

وقفت انتظر المركبات العامة ، الزحام يملأ الطرقات والسرور يطفر من الوجوه ، وتحايا الصباح موسيقى تعزف على وتر البشر والترحاب ، وتنسجم مع ايقاعات حبات المطر ، واسدلت غيمة سوداء كثيقة مسرح الشمس ، واشتدت الريح رفقا رفقا ، وتنفست الرئى تباشير الخير ، وهطلت زخات المطر زخا زخا. وضعت يداي على وجهي اداري بهما المياه الغزيرة المنهمرة ، ولم أشعر بالمركبة تقف امامي إلا عن طريق صيحات ، فنظرت ووجدت ركابها ، يلوحون بإيديهم عبر النوافذ يحثوني على الدخول ، فأسرعت و المطر قد غسلني ، وبرائحه دعاشه عطرني ، ودلفت إلى داخل المركبة الفسيحة بمساعدة أيادي عدة تلقفتني وساعدتني ، ووقفت اقطر ماءً وشكراً ، وشعرت بيد قد جذبت حقيبتي ، وبأناس يوجهوني بالتخلي عن حذائي وعصر قميصي حتى لا أصاب بالألتهاب والزكام ، كنت موضع اهتمام الحافلة مما جعل وجهي ضاحكا وأنا أتجاوب مع مداعبات عمال المصانع المرحة ، وألحظ ضحكات تلامذة المدارس الشقية ، وابتسامة الموظفين الوقورة ، ونظرات طلاب الجامعات المتعاطفة .

كنت ما زلت واقفا مترنحا ممسكا بشماعة البص العلوية أحاول تجفيف ملابسي بفعل الهواء الكثيف الذي يتقاذفها في كل اتجاه وأنا أنظر من خلال زجاج النوافذ إلى منظر الأشجار التي تلوح في مرح للامطار الغزيرة ، وإلى الطرقات التي ترتد منها المياه في شكل بديع طالما احببته ، وإلى المياه المنجرفة المسرعة تبحث عن مكان للهروب، ثم فجأة تذكرت حقيبتي ، فنظرت حولي ووجدت فتاة منكبة عليها قد افرغت دفاتري ومحتوياتها ، تمسحها بشالها الانيق ، وقد وضعت الحقيبة مقلوبة على مقعد جوارها حتى تجف. كنت اقف فوقها تماما ، وشعرت بطيبة قلبها من اهتمامها وعفويتها ، فقلت لها متمتما عبارات شكر ، فرفعت رأسها ناظرة وباسمة إلى ، فلم أجد أنضر وأجمل منها على الاطلاق ، رقص قلبي وأنا اسمع صوتها الجميل ، بأنه لا داع للشكر ، فسقط شالها على الأرض ، وبسرعة وجدت نفسي ألتقطه ودنوت منها مادا له، استلمته برفق وشعرت برقة يديها ، وبريق عينيها.

ارتبكت واخذت تجمع محتويات حقيبتي ثم افسحت لي مجالا للجلوس بجانبها ، شكرتها ، ونظرت إلى صفحة خدها وهي تطرق بنظرها إلى الأرض بحياء عفيف، فحدقت أمامي انظر إلى حبات المطر وإلى الأشجار ، وإلى الطرقات ساهما ببصري شاخصا بخيالي ، ووجدت السحر يلف المكان ، كنت اسمع نبضات قلبي وخفقات روحها ، ودون أن أشعر وجدت عيناي المجمدة على الطريق قد ترقرقت بالدموع ، وسالت مشاعري جداول.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
يوم مختلف (بقلمي )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» •.•.• نــــهايــــــــة ســـــــــفــــــــــــــر•.•.• بقلمي
» قصتي (بقلمي)
» ©«-.¸ كنت احبك =] ¸.-» بقلمي ©
» بكيت الحرية -بقلمي
» العودة الى السماء----------------------------بقلمي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شوشو :: ادب وشعر :: القصص القصيرة-
انتقل الى: