منتدى شوشو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لكل العرب
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ~¤ô¦¦¦ô¤~ ثقافة العيب في مجتمعاتنا ~¤ô¦¦¦ô¤~

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
john cena

john cena


عدد المساهمات : 256
نقاط التميز : 1083
تاريخ التسجيل : 10/08/2009
العمر : 29
الموقع : www.chouchout.ahlamontada.com

~¤ô¦¦¦ô¤~ ثقافة العيب في مجتمعاتنا ~¤ô¦¦¦ô¤~ Empty
مُساهمةموضوع: ~¤ô¦¦¦ô¤~ ثقافة العيب في مجتمعاتنا ~¤ô¦¦¦ô¤~   ~¤ô¦¦¦ô¤~ ثقافة العيب في مجتمعاتنا ~¤ô¦¦¦ô¤~ Icon_minitimeالأحد 23 أغسطس - 15:19

انتقلت حياة شعوب الخليج منذ أقل من 60 عاماً من حال كان يسودها قلة ذات اليد وشح في المعيشة وندرة التعليم، إلى حال تميزت بالثراء ورفاهية العيش وانتشار التعليم النظري، وهو بحق انتقال مفاجئ أحدث في المجتمع صدمة عنيفة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، بعد اكتشاف الثروة النفطية الضخمة التي منَّ الله بها علينا، ونحن أسرفنا في استغلالها. وقد أثرت تلك العوامل في سلوك أفراد المجتمع الجديد تأثيراً سلبيا، فأنستهم ماضيهم وكيفية حياة أجدادهم وألهتهم عن التفكير في مستقبلهم ومصير أولادهم وأحفادهم، ظناًّ منهم أن هذه النعم ووفرة المال ستدوم إلى الأبد. وقد وصل بنا الأمر نتيجة لذلك إلى الاعتماد شبه الكلي على العمالة الأجنبية في جميع شؤون حياتنا، من تشييد المساكن وإنشاء المرافق العامة وقيادة المركبات وخدمة المنازل والقيام بالأعمال الحرفية والمهنية، وحتى البيع والشراء في المحال التجارية. ولم يبق لنا ولشبابنا وشاباتنا إلا الأمر والنهي الذي استطعنا الاحتفاظ به لأنفسنا، مع بعض الاستثناءات البسيطة. ووصل بنا الأمر إلى حد استنكارنا بعضنا على من حدَّهم العوز ومُتطلبات الحياة القيام بأعمال كان آباؤنا وأمهاتنا ومنْ هم في سنِّ مُحدثكم يمتهنونها دون أي خجل أو وجل. ومردُّ اعتراض البعض منا على ممارسة البعض الآخر مهنا معينة داخل مجتمعنا يعود إلى الشعور بالكبرياء والانغماس في الرفاهية المُزيَّفة وتنكر لما كان عليه أسلافنا في زمن الحاجة من جد واجتهاد.

وموجب هذا الحديث أن إحدى صحفنا نشرت منذ مدة وجيزة خبرا، لا نعرف مدى صحته، ذكرت فيه أن مجموعة من المواطنات الفاضلات قد تهيأ لهن عمل "شريف" كعاملات منازل. وبمجرد نشر الخبر قامت ثائرة فئة من المجتمع مُحتجين على السماح للسيدات السعوديات بالعمل "خادمات"، لأن ذلك حسب رأيهم، ليس من شيمة أهل هذه البلاد!! فمثل هذه الأعمال "الوضيعة" كما يصفونها مخلوقة فقط للأجانب، كفانا الله وإياكم عقوبة بطر النعمة. وحتماً لم يدر في خُلدهم أن السيدات اللاتي يعنيهن الخبر، إن كان الخبر صحيحاً، فقد يكُنَّ مُعدمات وفي عوز شديد للمال وقد تعدَّن منتصف العمر. فماذا يريدون منهن أن يفعلن غير طريق المسألة في الشوارع وعند أبواب المساجد، وهُنَّ ممنْ يقول الله عنهن "لا يسألون الناس إلحافا". وسننقل هنا عيِّنات من التعليقات التي ظهرت في الصحف على الموضوع لنرى مدى بُعد البعض منا عن الواقع وعدم فهمهم لطبيعة القصد من توفير مثل هذه المهن لطالبات العمل اللاتي في الغالب لا يملكن من التعليم ولا النزر اليسير.

أرفض بشدة أن تكون بنت بلدي خادمة... إلى هذا الحد وصلت الإهانة للسيدات السعوديات؟.. السعودية أرفع من أن تعمل هذا العمل "المُخزي"... هل من شيمنا وقيمنا الاجتماعية أن نترك بناتنا يعملن في منازل الآخرين؟... أين الغيرة على بنات الناس؟ نحن شعب له "خصوصية" مُعينة...هل ترضى لأمك ولأختك أو زوجتك أن تعمل خادمة؟... حاشاها الله بنت بلدي أن تكون خادمة؟...لا أحد يرضى أن تعمل أمه أو ابنته خادمة،... وأقوال كثيرة مُشابهة. وكان من الواضح أن أغلبية القراء لم يفهموا المقصود ولم يستوعبوا لُبَّ الموضوع، فأطلقوا العنان لتعليقات غير موزونة. وتخيلوا يا سبحان الله أنها دعوة لتشغيل بناتهم المرفهات وحاملات الشهادات العلياء في وظائف لا تحتاج إلى تعليم، ولكن الشاهد أنهم أظهروا وبعفوية عجيبة مدى التأثير السلبي الذي أوجدته الطفرات "النفطية" على تصرفاتهم وسلوكهم ونظرتهم لواقع الحياة، دون أنْ يدركوا أنَّ هذه الرفاهية التي تعيشها مجتمعاتنا لها زمن محدود، ونخشى أن يكون عمرها أقصر كثيراً مما يظنون. ويتبين من ردود الفعل الغاضبة على مغزى خبر كان من المفروض أن يمر دون أنْ يلفت النظر، إن أمتنا ينقصها الكثير من الثقافات الاجتماعية والمعيشية والسلوكية حتى أصبحنا نظن أننا شعب الله المختار، وسيطرت علينا ثقافة الشعور بالكمال وثقافة "العيب". ومما يُثير الاستغراب أن من بين منْ كتبوا التعليقات التي تستنكر عمل سيدات في منازل مُحترمة كما كنا قبل الطفرة، هم من حملة الشهادات العليا الذين كان يُؤمل منهم التحلي بالتواضع وعدم تحقير المهن الشريفة بصرف النظر عن مقدار ما يملكون من ثروات ويحتلون من مراكز مرموقة. ومعظم حملة الشهادات من أمريكا وأوروبا لا بُدَّ أنهم شاهدوا زملاء لهم يغسلون الأواني في المطاعم من أجل كسب القليل من المال، ولم يعبهم ذلك.

و نحن هنا لا ندافع عن مهن معينة ولا ندعو للعمل بها، وإنما نستنكر ظهور الحماس الشديد من بعض فئات المجتمع ينتقدون إنساناً شريفاً دعته الحاجة للعمل في مهنة شريفة وهو ليس له صلة بهم. وإذا كان أحدنا يشعر بحرج من رؤية مواطن أو مواطنة دفعته الظروف المعيشية لأن يعمل في مهنة ما، فليتكرم عليه بالمال من جيبه الخاص ليُغنيه عن العمل وكثر الله خيره.

ولا نبالغ إذا قلنا إن الجيل الحاضر والجيل الذي يليه يعيشون "عالة" على الثروة النفطية السخية التي لن تدوم طويلاً، وستظهر عليها بوادر النضوب خلال عشرات معدودة من السنين، وهو ما يعني نضوب جزء كبير من دخلنا. ونحن نعيش على أرض قاحلة شبه خالية من جميع مقومات الحياة البشرية، وعدد السكان يتضاعف كل 20 سنة. فإذا لم نُغير طريقة حياتنا من الآن ونكف عن حياة الترف والإسراف وننشئ أجيالاً لا تأنف من القيام بأي عمل شريف ونقلل من اعتمادنا المخيف على خدمات الوافدين، فإن العواقب لن تكون سارَّة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
~¤ô¦¦¦ô¤~ ثقافة العيب في مجتمعاتنا ~¤ô¦¦¦ô¤~
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شوشو :: مواصلات وتقنية :: المهن الحرفية والتقليدية-
انتقل الى: