هل ترى ما أرى ؟!!!...
أرأيت ؟!...
نجوم السماء تتفتح ورودا زاهرة
تسر و تقر لها أعين الأفلاك السائرة
حولها طاب لها المقام و تهيم في دائرة
و شمس الكون إلى نضرتها هي ناظرة
سحرت لبها بأريج عطرها فغدت حائرة
تبعثر بعبث نورها في الفضاء أشعة متناثرة
تترنح بين أجرام مجرات السماء و هي عاثرة
و الكواكب بين يديها نعمت بسكينة و روت خاطرة
كأن على رؤوسها الطير فلم تعد من بعد كواكب سيارة
و النيازك إليها تهفو و بودها تهذي و بالشوق إليها طائرة
و الشهب بين رياحين بساتينها سائحة ساكنة و ليست بزائرة
القمر رسم بسمة على المحيا و له في لب الفؤاد جراح جد غائرة
فبعبق لها جذبت منه معجبيه و غدى هلال بدره سلعة بخسة بائرة
نجوم السماء تفتقت جنات عدن ترفرف فيها عصافير الشجن الساهرة
ترسل مع نسمات الياسمين البهية رسائل الهمس الندية تحت الأضواء الباهرة
لتقول للكون و أجرامه و للفضاء و أفلاكه أنها أبدا ليست بآفلة بل هي حية حاضرة
أرأيت من قبل ؟!!...
خيلا عربية أصيلة
بعيون المها العسلية
و قوام الريم العربية
و أجنحة نسر الحرية
و حوافر الرشا الثورية
تجوب الفيافي الصحراوية
و تطوي تلال الكثبان الرملية
تمشي الهوينا بوقار و كل روية
تسابق الحرية في ساعة الفجرية
تجري و هي تدك أحجار العبودية
تركض و لا ينال منها التعب بجدية
ترتوي من ماء واحات العزة السرابية
ترعى على حروف بحور قصائد شعرية
تتغنى بأشعار من روائع معلقات شعر قرشية
تحفظ عن ظهر قلب تاريخ السلالة القحطانية
تصهل بألسنة عربية قحة فيها فصاحة عدنانية
تقدم على ساحات الوغى و لا تخشى حتى المنية
من قرع طبول الحرب تطرب و تطمئن لها النفسية
قعقعات سيوف الحرب تشجي مسامعها كأنها ألحان مروية
و غبار طلع حروب داحس و الغبراء و البسوس يفتح لها الشهية
خيلا دونها و دون نعش المنية أن ترضى بشبهة ذل أو حتى عيشة دنية
أرأيت الآن ؟!!!...
لوحة الحرية
معلقة في الذهنية
على جدران النفسية
في الأفكار الشخصية
تحت الأضواء الذاتية
معروضة على البشرية
و الدعوة هي دعوة عمومية
لوحة الحرية رسمت بألوان بهية
غدتها من عمق الذات أحاسيس حية
أضفت عليها لمسات حس إنسانية ودية
بهتت أمامها بسمة رسم الموناليزا الدافنشية
و أتت حتى على ذكر مدرسة بيكاسو التكعيبية
و مرت على ذكرى الكلاسيكية و كذا على السريالية
ألوانها تخفق على إيقاع نغم نبضات من الحياة حقيقية
ترسم صورة تقاسيم محيا الأمل على صفحة بيضاء وهمية
تحفظ بفن الرسم للأجيال القادمة أسطورة من آمال نفس إنسية
تعبد بالفرشاة للعزم الطريق و تنتشل من الموج الغريق بألوان حسية
أرأيت أم لم ترى ؟!!!!...
قطوف الأمل دانية
عن اليأس هي غانية
تنبعث بحق للمرة الثانية
من دفات الأرشيف الفانية
تخلع عباءة أحزان متوارية
ترمي بأسمال الألم الضارية
في عمق ردهات العدم القارية
ترسل أدرانها مع الريح الجارية
تسقيها من ألسنة نار النسيان الحامية
ترويها بعبرات دمع وداع المقل الدامية
تغدق عليها من آهات كانت على يدها نامية
حتى تكتفي مني و تبحث عن غر يلبسها ظنا منه أنها سامية
فهل رأيت ما أرى ؟!!!!!...
الجمعة 21 أغسطس - 11:51