''الرواية الجزائرية فقدت بريقها''

''الرواية الجزائرية فقدت بريقها''





أبدى بوجدرة استياء وتذمرا شديدين إزاء الواقع المزري والمستوى المتردي الذي آلت إليه الرواية الجزائرية في السنوات الأخيرة، من منطلق أن الاهتمام بالكم في الوقت الحالي طغى على الكيف، وهو ما جعل الرواية الجزائرية تفقد بريقها ولمعانها، فضلا عن تراجع نوعيتها ومكانتها اللتين كانت تتميز بهما في وقت مضى.
وأضاف بوجدرة ''إن هذا السؤال لطالما طرحته تكرارا ومرارا على نفسي، إلا أنني لم أجد له جوابا شافيا أو إجابة مقنعة لحد الساعة، فأنا مقتنع كل القناعة وواثق كل الثقة من أن الرواية الجيدة والناجحة تأتي على فترات متباعدة، كما أنها قليلة ونادرة''.
وأرجع بوجدرة أسباب ذلك إلى عاملين اثنين، أحدهما يتعلق بمسألة الكم، والثاني يعود إلى الوضع السياسي في الوقت الراهن. وقال: ''تكاد تكون الكتابة الروائية مهنة من لا مهنة له، والقضية هنا ليست مقتصرة على الرواية فحسب، بل تتعدى إلى كافة المجالات الفنية والإبداعية، على اختلاف أنواعها وضروبها، عكس ما كانت عليه في أوقات خلت، وتحديدا في زمن مولود فرعون ومحمد ديب وكاتب ياسين.. وغيرهم، حيث إنه رغم وجود نسبة 90 بالمائة من الأميين آنذاك، إلا أن أقلامهم كان لها صدى كبير وتأثير بالغ، الأمر الذي مكنهم كنخبة من التأسيس للرواية الجزائرية، وتحديد معالمها وقواعدها. ولكن الآن انعكست الموازين، فكل من هب ودب أصبح كاتب وشاعر وروائي زمانه بلا منازع، إنه أمر مخز ومخجل بالفعل''.
وأما العامل الثاني الذي حال دون محافظة الرواية الجزائرية على بريقها، قال بوجدرة ''فيرجع حسب اعتقادي إلى الوضع السياسي الذي نعيشه في الوقت الراهن، فالأمور التي تظهر عجيبة وغريبة عند البعض أراها أمورا عادية جدا، ولا سيما بعدما تولد نوع من العجز السياسي الذي لا نزال نتخبط فيه، غير أنني لا أحمل شخصا معينا مسؤولية ما آلت إليه أحوالنا، حيث إننا جميعا وبدون استثناء مسؤولون عن هذه الأوضاع، وفي مقدمتها الإخفاق الذي نحن عليه، بما فيهم النخبة، والمثقفون. نحن لا نزال في مرحلة تلقين السياسة، كما أن استرجاع العلاقات الاجتماعية والمضي قدما لملامسة معالم الحضارة ليست بالصورة التي تتجلى لنا ولا بالسهولة التي نعتقدها''.